وغيرك أخفر عهد الذمام ... إذا حسن ظني عليه أذم
وقدماً أقلت مسيء العثار ... وأحسنت بالصفح عما اجترم
وعندي لشكرك نظم العقود ... تناسق فيها اللآلي التوم
تجد لفخرك برد الشباب ... إذا لبس الدهر برد الهرم
فعش معصماً بيفاع السعود ... ودم ناعماً في ظلال النعم
ولا يزل الدهر أيامه ... لكم حشم والليالي خدم هذا - أعز الله الحاجب - ما اقتضته القريحة من اقتضائها، وأجابتنا به البديهة عن استدعائها، والذهن عليل، والطبع كليل، والروية فاسدة، وسوق الأدب إلا عنده كاسدة. ولو أني أوتيت في النثر غزارة عمرو، وبراعة ابن سهل، وأمددت في النظم بطبع البحتري، وصناعة الطائي، لما رددت إلى الحاجب إلا ما أخذت منه، ولا أوردت عليه غير ما صدر عنه، ولما أنفذت ما أنفذت إلا بين أمل يبسط، وخجل يقبض، فرأيه موفقاً في أن يمنح ما بعث الأمل إسعافاً، وما أوجب الخجل إغضاء، ليأتي الإحسان من جهاته، ويسلك إلى الفضل طرقاته، ومراجعته لي عن كتابي بعهد كريم، يكون كحلاً لعين الرضى بوجنة القبول، أقف به من توالي النعم عليه، وانتظام الأحوال بالصلاح لديه، على ما تبتهج له نفسي، وينتظم معه عقد أنسي، يد عندي جناها شهد، وشذاها عنبر وورد، أرفلها الشكر الجزيل، وأتبعها الثناء الجميل، إن شاء الله. وليبلغ مني سلاماً يهدي إليه نفسه، وتحيةٍ آخرها عندي وأولها عنده.