وما سقمت لحظات العيون ... إلا لتغريني بالسقم

يلوم الخلي على أن أحن ... وقد مزج الشوق دمعي بدم

وما ذو التذكر ممن يلام ... ولا كرم العهد مما يذم

وإني أراح إذا ما الجنوب ... راحت بريا جنوب العلم

وأصبو لعرفان عرف الصبا ... وأهدي السلام إلى ذي سلم

ومن طرب عاد نحو البراق ... أجهشت للبرق حين ابتسم

أما وزمان مضى عهده ... حميداً لقد جار لما حكم

قضى بالصبابة لما انقضى ... وما اتصل الود حتى انصرم

ليالي نامت عيون الوشاة ... عنا وعين الرضى لم تنم

ومالت علينا غصون الهوى ... فأجنت ثمار المنى من أمم

وأيامنا مذهبات البرود ... رقاق الحواشي صوافي الأدم

كأن أبا بكر المسلمي ... أجرى عليها فرند الكرم

ووشح زهرة ذاك الزمان ... بما حاز من زهر تلك الشيم

هو الحاجب المعتلي للعلا ... شماريخ كل منيف أشم

مليك إذا سابقته الملوك ... حوى الخصل أو ساهمته سهم

فأطولهم بالأيادي يداً ... وأثبتهم في المعالي قدم

وأروع لا مبتغي رفده ... يخيب ولا جاره يهتضم

ذلول الدماثة صعب الإباء ... ثقيف العزيم إذا ما اعتزم

سما للمجرة في أفقها ... فجر عليها ذيول الهمم

وناصت مساعيه زهر النجوم ... وبارت عطاياه وطف الديم

نهيك إذا جن ليل العجاج ... سرى منه في جنحه بدر تم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015