ترى الدهر إن يبطش فمنكم يمينه ... وإن تضحك الدنيا فأنتم لها ثغر إلى أبيات غير هذه من سائر أبيات القصيدة استمر فيها بالتقديم والتأخير، والتأنيث والتذكير، ثم رثى بها آخراً عباداً المعتضد، وجعل أول قصيدته قوله:

هو الدهر فاصبر للذي أحدث الدهر ... البيت المتقدم، ثم اتبعه بقوله:

حياة الورى نهج إلى الموت مهيع ... له فيه إيضاع كما يوضع السفر

فيا واضح المنهاج جرت فإنما ... هو الفجر يهديك الصراط أو البحر

إذا الموت أضحى قصر كل معمر ... فإن سواء طال أو قصر العمر

ألم تر أن الدين ضيم ذماره ... فلم تغن أنصار عديدهم كثر

بحيث استقل الملك ثاني عطفه ... وجرر في أذياله العسكر المجر

أأنفس نفس في الورى أقصد الردى ... وأخطر علق للهدى أفقد الدهر

أعباد يا أوفى الملوك لقد عدا ... عليك زمان من سجيته الغدر

فهلا عداه أن علياك حليه ... وذكرك في أردان أيامه عطر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015