همام جرى يتلو أباه كما جرى ... معاوية يتلو الذي سنه صخر
فقل للحيارى قد بدا علم الهدى ... وللطامع المغرور قد قضي الأمر
أبا الحزم قد ذابت عليك من الأسى ... قلوب ومنها الصبر لو ساعد الصبر
دع الدهر يفجع بالذخائر أهله ... فما لنفيس إذ طواك الردى قدر
مساعيك حلي للزمان مرصع ... وذكرك في أردان أيامها عطر
أمامك من حفظ الإله صنيعة ... وحولك من آلائه عسكر مجر
وما بك من فقر إلى نصر ناصر ... كفتك من الله الكلاءة والنصر
تحامى العدا لما اعتلقتك جانبي ... وقال المناوي: شب عن طوقه عمرو ووجدت له قصيدة أخرى، على رويها ووزنها، رثى بها أم أبي الوليد ابن جهور، وكرر أكثر أبياتها، أولها:
هو الدهر فاصبر للذي أحدث الدهر ... فمن شيم الأحرار في مثلها الصبر يقول فيها:
هنيئاً الأرض أنس مجدد ... بثاويةٍ حلته فاستوحش الظهر
بطاهرة الأثواب قانتة الضحى ... مسبحة الآناء محرابها الخدر
فإن أنثت فالنفس أنثى نفيسة ... إذ لجسم لا يسمو بتذكيره ذكر
حصان إذا التقوى استبدت بذكرها ... فمن صالح الأعمال يستوضح الجهر
بني جهور أنتم سماء رياسةٍ ... مناقبكم في أفقها أنجم زهر