وذكرت بهذا الفصل ما أنشدته لبعض أهل عصري يصف غلاماً وسيماً [عام فانحسر منه العزم ونجا] (?) بعد أن أشرف على الموت من جملة أبيات:

شجاني المقام الصعب لما شهدته وقد ضاقت الأنفاس والنفس تذهب

وقد بهتت فيه اللواحظ إذ رنت إلى درةٍ تطفو [أواناً] وترسب

كأن خليج الماء كان مجرةً وأنت بها شمس تلوح وتغرب

كسيت إصفرار الروض عند ذبوله ولكن على الحالين مرآك أعجب (?)

عدا الماء من ماء الصبا فيك غيرة وما خلت أن الماء للماء يغضب

ستبقى بهذا النهر للناس عبرة مؤرخة في الكتب تتلى وتكتب

وتبنى على شاطي نجاتك كعبة يحج لها بالحب من يتقرب

وله من أخرى:

لدي (?) - أطال الله بقاء مولاي الشيخ - نفس ترى النعم مع المهانة نقماً، وتجد طعم العيش مع عدم الإنصاف علقماً، ولو سمتها خروجاً عن هذا الأسلوب، ونزولاً عن ذلك الظهر المركوب، لرأت الخروج من الصدر أخف عليها محملاً، وأعذب لديها منهلاً:

لكل امرئٍ من دهره ما تعودا (?)

وهذا بث اقتضاه كثرة تعجب مولاي من انقاطعي عن الحضرة التي بأنوار مجدها توضحت، وفي بحبوحة عزها درت وسرحت، وما أطلق من الألفاظ التي لو حاسب لسانه عليها لأنف من ذكرها، واستغفر من إثمها ووزرها، وقبيح بمثله ممن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015