غير بدعٍ من الزمان - أطال الله [حضرة] (?) سيدنا - أن تنكث حباله، وتصرد نباله، وتراش في قصد الكرام سهامه [وترهف نصاله] وتفهق بالغدر فجاجه، ويمزج (?) بالسم أجاجه، ويثار في النفوس عجاجه (?) ، ولذلك عرفت النفوس مواقع نكره، وأنست بغرائب (?) غدره ومكره، واطمأنت الضلوع وقد أصمت ضرائبه (?) ، وهجعت العيون وقد استيقظت نوائبه، فقل ما يراع روع بما جناه، وتجذل نفس / [193] بما منحه وأقناه، فإذا اصطلم [يوماً] أنف المجد [و] جدع، [وفطر قلوب المكارم وصدع] ، وخرج عن العادة المألوفة فابتدع، فهناك يحسن أن تطلق بذمه الألسن، ويجب أن يلقى بجيش اللوم اللجب.
ولما طرق الفادح بمن لا أسميه تفادياً (?) من تحقيق الخبر بمصرعه، وصوناً له من مورد الحمام ومشرعه، رأيت (?) المحامد ذات نور خامد، والمآثر ذات عقدٍ متناثر، والقمر قد سئم هالته، والصبح قد خلع (?) الليل عليه غلالته، وشاهدت الكتابة مقصورة المدود، والبلاغة مخموشة، الخدود (?) والأدب قد اسودت سحنته، واشتدت على الزمن (?) وامتدت إحنته، إذ طرق بما يتجاوز القدر، ويوحش الأضالع من صحبة الصدر.