فقال: يا معشر العرب إني قد بعت فساء إيادٍ لوافد عبد القيس بحلتي هذه؛ وافترقا راضيين، وقد شهد عليهما أهل الموسم، فصارت عبد القيس أفسى العرب، وقيل لابن مناذر (?) : كيف الطريق إلى عبد القيس - قال: شم ومر.
فإن عبد القيس من لؤمها تفسو فساءً ريحه يعبق
من كان لا يدري لها منزلاً فقل له يمشي ويستنشق
وأما مراضع ثعالة فيقال: هو أعطش من ثعالة (?) ، رجلٍ من بني مجاشع، كان ضل الطريق هو وابن عم له، فعطشا، فالتقم كل واحدٍ منهما أير صاحبه يشرب بوله، فلم يغنيا عنهما شيئاً وماتا عطشاً، فوجدا على تلك الحال؛ ولذلك قال جرير يعير بني دارم (?) :
رضعتم ثم بال على لحاكم ثعالة حين لم تجدوا شرابا
وقيل: ثعالة: الثعلب، في تفسير هذا الخبر عن ابن حبيب، وخالفه ابن الأعرابي وحكى ما ذكرناه، وأنشد أيضاً قول جرير (?) :
ما كان ينكر في غزي (?) مجاشعٍ أكل الخزير ولا ارتضاع الفيشل
وله من أخرى يعزى بموت ولد فخر الدولة غريقاً (?) :