والمحصى من ذنوبه منسياً مغفوراً، فاستحال السلو شوقاً مبرحاً، والناضر (?) من المعتبة هشيماً مصوحاً:
وما زال داعي الشوق حتى أجبته بمطروفةٍ تدمى لواهي الأنامل
وصدرت هذه الرقعة وأنا أود كلفاً، لو كنت فيها ألفاً، تفاؤلاً بعودة رياح الألفة، وتسكيناً للقلب من نزوات الرجفة:
من الوفاء وفاء لا يغيره مر الزمان بإعراض وإقبال
وعندي الآن ذاك الصديق الذي يخطف العقول ويذهبها، ويغير على الألباب وينتهبها، ويحطم الرماح كرانه، ويؤمن في مضمار المسرة خوانه، وليس والله تتصور لي الأقداح، وتلثم مراشف الراح، إلا ومولاي يحاسبني كؤوسها ويجهز إليّ خميسها؛ وأسأله أن تكون قراءة هذه الرقعة وقد ركب سمت الطريق، وقابل الأمر بالتحقيق.
وله من أخرى، وقد قبض على الوزير وقت الظهر، وافرج عنه في العشاء الآخرة:
من كرم الله وجزيل إسعافه، وجميل صنعه وألطافه، أن جعل سيدنا كالنجوم تغيب ثم يرتفع في غدٍ سمتها، أو كملكة الشطرنج يقال: قد فاضت ثم تعيش لوقتها؛ وقضي لحضرته بأن تزل الخطوب عنها زليل التراب عن متن الصفا، وتتحاملها النوائب [في هبطوها] وطلوعها، منذ خطرت الشمس في الحلل الجلنارية، إلى أن صارت في [الثياب] السوسية، ونزل سيدنا إلى داره بالسعد المصحب، وفي