فيا ليل ليتك لا تنقضي وما صبح ليتك لا تقترب

فوجدت والله من إشناعة هذه الحال ما يجده الخائف غابة واقيه، والسليم عدم طبيبه وراقيه، خوفاً على جاه مولاي أن يميل، ويشنع فيه القال والفيل، فيصل إليّ من المصاب بذلك ما يعشي الناظر، ويخذل الناصر، لا سيما والنسب حظه من الشرف الخطير، وقسطه من الإعظام والتوقير، والصغير يعد به كثيراً، والحصاة تحسب معه ثبيراً، ولو كان مولاي مد على هذه السقطة سجفاً، وشرب ذلك العقار مزجاً لا صرفاً، لجاز أن تخفى القصة، وتنساغ قليلاً (?) هذه الغصة، فالعقل نعم الرقيب، والليل نهار الأديب، ويجب أن يتحقق مولاي أني ما أطلقت هذه اللفظة إلا وقد حصر الكتمان، والتقت حلقتا البطان، وسمعت ما يصم الآذان.

وله من أخرى (?) :

ما زال يختار الزمان ملوكه حتى أصاب المصطفى المتخيرا

قل للألى ساسوا الورى وتقدموا قدماً هلموا شاهدوا (?) المتأخرا

تجدوه أوسع في السياسة منكم صدراً وأحمد في العواقب مصدرا

إن كان رأياً شاوروه أحنفاً أو كان بأساً (?) نازلوه عنترا

قد صام والحسنات ملء كتابه وعلى مثال صيامه قد أفطرا

ولقد تخوفك العدو بجهده لو كان يقدر أن يرد مقدرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015