إن أنت لم تعث إليه ضمراً جرداً بعثت إليه كيداً مضمرا
تسري وما حملت رجال أبيضا فيه ولا ادرعت (?) كماة أسمرا
خطروا إليك فخاطروا بنفوسهم وأمرت سيفك فيهم أن يخطرا
عجبوا لحلمك أن (?) تحول سطوةً وزلال خلقك كيف عاد مكدرا
لا تعجبوا من رقةٍ وقساوةٍ فانار تقدح من قضيب أخضرا
فلذاك عدك حين يعرض عارض وسطى البنان وعد غيرك ختصرا
لو رام قسطنطينة لا جلقاً (?) بك لم يدع في أرضها متنصرا
ولقد قضت أي الكتاب لكل من نصر الشريعة أن يعان وينصرا
فلا برحت الحضرة - حرس الله أيامها - تفتر (?) عن مباسمها الحسان، وتفتخر بمناقبها قبائل غسان، فلو شاهد أهل جفنة (?) جفانها، وأهل جبلة بن الأيهم ضرابها وطعانها، لعلموا (?) أن الله أتاح السماحة والبسالة ملكاً منهم يحفظ ما ضيعه الناس من عهود، ويسرح ما ذخروه من نقودها، فما يزيد المدح مناقبه ضياء، ولا مراتبه اعتلاء، وإنما هو في ذلك كالمسك يطيب بنفسه (?) طبعاً، ويزيد المحارض (?) تضوعاً ونشراً، وإن أطال العبد في نشر فضائلها مقوده، واستخدم في ذلك لسانه ويده، فإنما هو كمن يوقد في الشمس ذبالاً، ويهدي إلى الفرات نطافاً أوشالاً، والذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً، يجعل أمداد (?) النعيم على