[وتقطف] (?) من إنعام الحضرتين ثماراً، وتعيد جدب (?) الزمان ربيعاً، وتفيض على بني الآمال ربيعاً، فقد وفت لها حين خانت اليد بنانها، وسئمت الضلوع جنانها، وصدحت بالكلمة العلوية على المنبر، وسهام العدا تقع خلفاً وأماماً (?) ، ورهج خيولهم يسحب على الموت غماماً، وكم لها من مقامٍ نتق قلوب العداة نتقاً، وجمع قطري الرسالة فتقاً ورتقاً، فلا قلص الله ظلها عن هذا الثغر الذي يكاد ترابه بكرمها يورق، ونبته (?) بحسنها يشرق.
ومن أخرى له:
شهر الصيام [ذو] فضلٍ مشهور، ورتبته علت (?) جميع الأيام والشهور، فما تنتهك للشرع فيه حرمات، ولا تسمع للأوتار نغمات، ولا تنطق باللغو أفواه، ولا ترشف رضاب الكؤوس شفاه، وإذا اعتبرت أوقات الحضرة المنصورة، وجد أكثرها على هذه الصفة المذكورة، إلا أن الشهر اختصه الله بشرف القضية، وفرض صيامه على جميع البرية، فلا زال على الحضرة العالية عائداً، ولها للأعمال الصالحة شاهداً، تطلع في لياليه الحسنات شموساً، وتجمع بين الشفق والفلق تسبيحاً وتقديساً، خاطرة (?) في جلابيب عز يعتلق الدهر بأسبابه، وكرمٍ يغرق البحر في عبابه، ومجدٍ تعشو النيرات إلى أنواره، وتعتصم الملوك الخائفة بجواره، وتترب بمكارمها الأيدي التربة، وتثبت بسعدها بروجهم المتقلبة، ويجدون ترابها في أفواههم عسلاً، وفي أجفانهم كحلاً، ويرون وظائف النوب عنهم ترفع، وآنف الحوادث تجدع: