وهدت من المخاوف أعلامها (?) ، والبخل قد هدم بنيانه المرصوص، والكرم قد ريش جناحه المقصوص، ولم يبق له سحاب إلا وهو يغدق ويهمع، ولا منادى إلا وهو يلبي ويسمع (?) :
يا ماجداً نصر الشريعة حيث لا بيض تشام ولا ذوابل تشرع
والنصب منصوب اللواء وشائع في أهله بغض الذي يتشيع
عمت عوارفه (?) فما من موضعٍ إلا ونائله إليه موضع
سائل به ودم الفوارس سائل يسقاه ظمآن التراب فينقع
واليوم قد كتبت (?) سنابك خيله نقعاً جبين الأفق منه مقنع
فهناك تلقى الصدر لا متضايق والروع لا نخب الضلوع مروع
والشمس تهوى أن تقبل كفه فتذاد بالسمر اللذان وتمنع
فاقنع بما ملكت يداك من العلا إن كنت بالشهب الثواقب تقنع
فأما حال العبد فعلى الحالة التي يؤمل من الحضرة العلية كشف ضبابها، وانتكاث أسبابها، وكأنه من العبودية يقتضي ألا يغبه مزن مكارمها، ولا تتجاوز عنه جفون مراحمها، فيصبح وقد حفت به الشدائد / [188] وضاقت عنه المصادر والموارد.
أتتركني يا دهر في البؤس مفرداً ومالك رقي مفرد فيك واحد
إذا همم الأقوام شابت وأظلمت فهماته بيض الوجوه خرائد
فيا قاضي الدين الذي قام حافظاً حماه واهن العزم (?) قاعد