العطف معطوفاً، ولزمت الأفعال اشتقاقاً وتصريفاً:

يلفى عليها الحمد موقوفاً وفي عرصاتها شم الملوك وقوفا

وتعيد سطوتها سماء عداتها كسفاً وبدر سعودهم مكسوفا

ولج سمع العبد في هذه الساعة نبأ جمح عن أقماعه، وتصامم عن استماعه، تعاشياً عن صبحه المبين، وتغليباً للشك على اليقين، وخوفاً على المعز الشامخ أن يصحب شموسه، والمجد (الباذخ] أن تكور شموسه، والمحامد أن تنثر كواكبها، والمناقب أن تتزلزل مناكبها، ولما تلاه الخبر بما أصمت ناعقه، وكذب بارقه، ونطق بأن الجسم الشريف قد التفع شملة الإبلال، وعاد مزاجه إلى الاعتدال، أطال العبد في الترب تعفير خده، وبالغ في شكر الله وحمده، فيا لها نعمةً عدلت بها أحكام الزمان الجائرة، واهتدت ركائب الآمال الحائرة، وأصبح الملك المستنصري سائل الغرة، ضاحك الأسرة، [والحضرة] قد تمكنت في خطابها، وما نزعت برد شبابها، وامتدت بعد القلوص أفياؤها، وأضاءت في ظلمات الخطوب آناؤها:

والله أكرم أن [يعذب مهجةً] غذيت بأخلاط العلا أعضاؤها

فإذا طمت جسم الخطوب [عرامةً] [أربى على] فيض الحياء حباؤها

لو كان ينكر ملكها [رتب] العلا أحد لكان شهودها أعداؤها

ثابت بك الأيام عن جهلاتها وتوقرت من أهلها سفهاؤها

وبعدل حكمك زال عنا ظلمها وبنور مجدك أشرقت ظلماؤها

نار اعتزامك ما يبوخ ذكاؤها وسماء عزك ما تغيب ذكاؤها (?)

وعراض فضلك لم تضق أرجاؤها وعفاة جودك ما يخيب رجاؤها

فالحمد لله الذي منح الأمة من نعمةٍ أصبحت النوائب بها قد درجت أيامها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015