وأما ارتياحي إلى الموالي السادة - حرس الله مددهم، وكثر بساحة المكارم عددهم - فارتياح من رحل وترك قلبه عندهم، وإني وإياهم لكما قال [الأول] (?) :
لم ألق بعدهم قوماً فأخبرهم إلا يزيدهم حباً إليّ هم
وعلى القاضي السيد منهم السلام [186] خصوصاً، لأني أعلم عن صورة حاله في هذا الشهر، واحتباس يده عن كأسٍ يحلبها، وفمه عن قبلة يسلبها، وقدمه من الحانة الخمرية، وزيارة الغيد الحورية، فإذا حلت بمشيئة الله أنشوطة هذا العقال، وأطلع الله سبحانه عليه هلال شوال، فأنس وسط القوم، وأخذ بثأره من أيام الصوم، فليذكر هناك صديقاً لم ينسه وقد ضرب البين رواقه، وأطال الفراق اعتياقه، واؤمل من الله تعالى أن يسهل من قرب الدار ما يعيد سلك المسرة منظوماً، والشمل بحضرته السامية ملموماً، فهي الحضرة: تهب منها رياح العلاء، وتحط بها حقائب المدح والثناء، وتبدع في إسداء المنح والآلاء.
والبيت الذي أنشده لزياد بن منقذ الحنظلي أخي المرار العدوي.
قال ابن بسام (?) : وأراه أول من استشار معناه، ومنه قول الآخر مما أنشده