كأن بخديه الذي جاء حاملاً بكفيه من ناجودها [بات] يقطب
فطفقت متعجباً لما وصفه المخبر، وحمد [ت] الله على صدق الحس والتقدير، وعذرت مولاي في التخلف عن الجامع، واستيفاء النهلة من هذه المشارع، وأوسعته ملاماً على التفرد بهذه الحسنة، والفاحشة المتبينة، دون الشيخ أبي الحسن، الذي ينحاز في فعله الحسن، ويضل في أدنى ذلك السنن، اللهم إلا أن يكون خاف أن يجري هذا الصديق على طاعة شيطانه، والبذاء على إخوانه، والتدحرج عن موضعه ومكانه، ليتأبط في الليل شراً، ويسير إلى حيث تسكن الغزلان سراً، وقد قرت أعضاؤهم نوماً وسكراً؛ ومع هذا فأوثر من مولاي أن يقبل على شانه، ويخفض قليلاً من عنانه، فإن الجاه صدعه لا يجبر، والملقي بيده إلى التهلكة لا يعذر، وقد شببنا عن هذه الحال، فيحسن المتاب، ويسمح برد الجواب (?) .
وله من أخرى:
لو رآني مولاي وقد أرشفت الخمرة فوجدتها مرارة تذم ولا تحمد، وتثير كامن الحزن والكمد، وتصفحت الندام فعدمت منهم أنساً عن الناظر دون الخاطر، وعدم تلك المحامد والمآثر، فأما الماء فالله يعلم أني أتجرعه ولا أكاد أسبغه شوقاً إلى تلك الخلال التي هي أنقى منه أديماً، وأرق نسيما، وأمسك للنفوس رمقاً، وأكثر لذوي (?) الحاجات تدفقاً:
خلائق: إما ماء كرم (?) ترقرقاً أغادي به أو ماء مزن (?) تصفقا
كأن الصبا جرت عليه ذيولها أصيلاً وفأر المسك عنها تفتقا