الآن يحكم أمراً، ويصيد بها إذا تعقل عمراً (?) . وإن كان لخوفٍ (?) من ثقيل، وحذرٍ من غلول، فما كان هناك إلا من يفرق السورة (?) ، ويستر العورة، فإن حضر طوي هذا البساط، وتوفرت للمسرة أقساط، وإن تفادم وتغاتم دلك (?) عليه شرح أمور قديمة، وظهور أنباء مكتومة، وجاءنا من حديث البستان الحيري ما يغض من الطيالس والقلانس، وينسي يوم الغبراء وداحس.
وله من أخرى في مثله:
لما هجر مولاي مجالسنا في الجامع وأوحشها (?) ، وأطال إليه ظمأ النفوس وعطشها، وأخلى مكانه من طلعته التي تطلع علينا من السرور ما غرب، وتؤنسنا بغرائب الأنس والطرب، وتصرف فكري في ما اقتضى ذلك فلم أعثر على أمرٍ عاذر، ولا ظفرت بسبب ناصر، ذهب وهمي إلى أنه استحدث ودوداً، واستطرف [خلاً] جديداً، فترك هذا الأنام (?) حتى ينقع أوامه، ويبرد غرامه، وحين ثوت هذه الظنة في نفسي أنفذت فلاناً لاستيضاح الخبر، فحكى أنه ألفى مولاي في الطبقة الدهشية (-) فدهش لما رآه من مجلسٍ حسنٍ، ومقام صبوةٍ وفتن، وأمور بديعة، وأحوال وسيعة، وفاكهةٍ لا مقطوعةٍ ولا ممنوعة، وظبيٍ قد كحل بالسحر لحظاته، وأطلق العقارب على وجناته، ونظم السلوك في ثغره، وأنبت ثمر الصبا في صدره، يدير على مولاي كأساً:
إذا أخذت أطرافه من بحورها رأيت اللجين بالمدام يذهب