ذلك - قيل: سفه في الرأي وأفن، وتغير في الطينة وعفن، ظن أن الأحرار ملك عهدته، والعالم مجموع في بردته، فحين سمعت ذلك أخذتني لمولاي الحمية، وهزت رأسي الأريحية وقلت: معاذ الله، إن دونه في الحصاة (?) والكيس بطليموس، وفي الحكمة ارسطاليس (?) ، وإن الحكمة تستنتج من ظنه، والغيث يرشح من شنه (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) [البقرة: 255] وإنه بحمد الله كما قيل:
خرق إذا أفضى السماط به كثر العثار وطبق الزلل
وإذا السرير سما بقعدته غريت بظاهر كفه القبل
فهناك سكنت الألسن الهادرة، ووقفت المرادة (?) الغادرة، وعاد من حضر يثني على مولاي ويقرظه، ويحمل من شكره ما يؤوده ويبهظه (?) ، فإن كانت هذه الوكالة واقعة منه بالوفاق، فيجعل ثوابي عليها انحلال العقدة من جبينه، وزوال التمارض من جفونه، وخفض الإصبع من سلامه، وترك النزوة على غلامه (?) .
وله من أخرى في مثله:
أرى (?) سلام سيدي قد تقاصر طويله، وروض جوه قد زاد ذبوله، وماء بشره قد غاضت بحوره، ونشاط لقائه قد استمر فتوره، وما عهدته - اعزه الله - تزدهيه الشبهة وتستخفه، وتصده عن كرم العهد وتكفه، وينزل المين من سمعه بالمكان المهيب، ومن قلبه بالقابل المستجيب، بل هو يرحب إذا حرج المضيق، ويرطب وقد عصب الريق، وتمر به المحفظات وهو راضٍ، وتوقظه المغايظ وهو متغاضٍ.