وإني صليب العود في كل حادثٍ ولكن أعوادي [لنأيك خروع]
وإذا استنقذ البين هذه النوبة، وخفقت بمشيئة الله رياح الأوبة، وهبت وجهي للشحوب، وجسمي للنصب واللغوب، وهتمت ثنايا الأرض إيضاعاً وإرقالاً، وجعلت مسافة اللقاء لمسافة الوداع أميالا، وأطلت شكر الزمان على ما يجدده لي من مسرةٍ قد خلعت بردها، واستطلت عهدها، وأنشدت:
طربت وقد جاء البشير بقربكم وذو الشوق عند اسم الحبيب طروب
وقمت إليه راشفاً من ترابه ترى لك يحلو رشفه ويطيب
وما يبعد ذلك في قدرة الله الذي يخرج من الشجر الأخضر جذوة نار، ويهب القمر كمالاً بعد نقص وسرار.
وله من أخرى / [184] يعاتب بعض القواد (?) :
رأيت فلاناً (?) عند نظرته لي بالأمس قد قطب حاجبه، وزعزع مناكبه، وأوسع الغلام من [.. .. ..] ذيل كمه؛ فقلت: ماله - أأنزل إليه وحي، أم عصب به أمر ونهي، أم حصل من الخلافة على وعد، أم أنسئ له الأجل مدة العهد، أم قل عقله فعق نفسه وظلمها، وجهل مقادير الأشياء وقيمها، واعتقد أن الدنيا طوع حكمه، والقطر صائب فهمه، أم رأى الملائكة المقربين تتشفع به، والحور العين تشكو لاعج حبه، وثمار الجنة تدلت إلى يده، ونار جهنم تقتبس من زنده، والكوثر يمد من معينه، والسموات مطويات بيمنه، والبراق قد امتطي لحضرته، والفراق [ ... ] قوته، فأجبت بأن شيطان ظني مارد، وتصوري فيه - أعزه الله - فاسد، ولا حقيقة لشيءٍ مما توهمته، وسددته من القول وأقمته، فقلت: إذا لم يكن ذاك فما