المعترضة، وإن تناقلتها ألسن مختلفة، وعلتها برود من اللفظ مفرفة، ولما رأيت زيارة مولاي قد صارت مرقعة، وجنوب (?) مودته قد عادت مروعة، وصرت أرى قوله متناقضاً، وماء البشر من وجهه غائضاً، من بعد ما عهدته (?) :

تنبي طلاقة وجهه عن وجهه (?) فتكاد تلقى النجح قبل لقائه

وضياء وجهٍ لو تأمله امرؤ صادي الجوانح لارتوى من مائه

لم أتجاسر على سؤاله عن العلة خوفاً أن يعيب علي الارتياب بوده، وتطرق سوء الظن على عهده، فسألت من يعلم دفائنه، ويخبر ظاهره وباطنه، فأخبرني أن بعض الناس - ولم يسمه - نقل إليه عني، فشن الغارة على وفائه، وزلزل أواخي وده وإخائه، فقلت، عتب والله ولا ذنب، وشكاية ولا نكاية، وأنا أحاكم مولاي إلى إنصافه لا إسعافه (?) ، وعدله لا فضله، وما كان أجدره برفض قول الماحل (?) ، وتغليب الحق على الباطل، ولا يرى نفسه بصورة من تستخف حصانه الريح الخافقة، وتشعث من مودته الأقوال الماذقة، ولو انتقضت عندي المعاقد، وقامت علي - أعوذ بالله - الشواهد، لكان مولاي حرياً أن يجري في كرم اللقاء على العادة، ويتأدب بقول أبي عبادة (?) :

أبيت على الخلان إلا تحنياً يلين لهم قلبي (?) ويصفو لهم شربي

وإني لأستبقي الصديق إذا نبا علي وأهنا من خلائقه الجرب (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015