الموطد، والنسب إلى أعلى خندف عماداً، وأوراها في موقف الفخر زنادا، أرومة الرسالة وجرثومة الخلافة، إليها انتزع هاشم، وعنها أخذت المكارم، فبعبد مناف بن النضر بن كنانة ذؤابة الفخر:
هنالك أبناء الوغى وحماتها وثم العطاء الغمر والعدد الدثر
لهم أوجه زهر وأندية خضر وألوية حمر وخطية سمر
فأما الفضائل المكتسبة فإن مولاي الأجل ناظم أشتاتها، ومؤلف متنافراتها، فهو تارةً تحت عذب الأعلام، وأخرى بين طروس وأقلام، يستصغر عظيمات التدبير ثقة بحزمه، ولا يغفل صغيرات الأمور تمضي إلا عن علمه، فأما الحلم والأناة واستلذاذ العفو مع القدرة والمحافظة على سر الخدمة فإن الله تعالى وهب له من ذلك ما سلمه إليه معانده، وعرف فضيلته فيه حاسده:
مناقب نظمت منها محامده وشيمة عرفت فيها عوائده
وللندى غير منزور مؤمله وللردى [غير] معصومٍ معانده
يفديه وافد ليلٍ آب زائره بنجحه وبخيل خاب قاصده
فأما المواقف المشهودة، والآثار المؤرخة المعدودة، فإنه فيها ملقى النصر، دائم الظفر، ميمون التدبير، مسعود الرأي، مبق عند الانتقام، معتذر مع سعة الأنعام، رحب الحمايل، بسام المخايل:
يقصر الناظم عن آلائه فيستعين بحلى الوسائل
لم يستعر فيها له فضيلةً حاشا العلا ولا مقال الباطل
وإنما يكتبها عن مجده فيستهل نسخة الفضائل
لم نرض أن أنالنا فصاحة موهبة إلا ببذل النائل
ولا زالت الحضرة السامية تجدد من رسم الأدب داثره، وتلبس من الثناء نفائسه وجواهره.