ملك تملكه الندى وتجمعت في راحتيه غمائم وسمائم

فالروض يجدب وهو روض ممرع والغيث يقلع وهو غيث دائم

وشتان ما بينهما: تلك سحائب قد يخلف بارقها، وتحذر صواعقها، وروض يجف نباته، وتتصوح زهراته، ومكارم الحضرة العالية تزيد جدة على التكرار، وتماثل الفلك الدوار، وهي تباري الشمس [نهاراً] ، وتزور مزار الطيف سرارا:

منن بعثن أهلة مستورة فطلعن في فلك العلا أقمارا

ومواهب ومناقب ومناهب رفعت له فوق السماء منارا

ولما كانت الأوقات الشريفة موسومة بثناءٍ يسمع، ومرسومة بدعاء يرفع، وأهلت هذه الأشهر المكرمة، وجب على من حضر، بل كافة من يضمه الثغر، إخلاص الدعاء للحضرة العالية، بأن يمد الله عليها ظلاله المسدلة، ويديم لهم ما شملهم من تمام / [180] المعدلة، وأن يسعد أنحاءها في طاعة إمامها، ويصرف أعداءها في حكم حسامها، ويثبت لها من رأي سلطانه ما تستوفي به أقسام الفخر جميعا، ويزيد لها أحداث الدهر خضوعا:

فلقد خدمت بهمةٍ لا ترتضي إلا سميك صاحباً وضجيعا

والجيش [أيقن] حين عاد بأنه ألفى بربعك معقلا وربيعا

وردوا نميراً من يمينك ريقاً وثرى محل في ذراك منبعا

وسهرت دون هجوعهم بعزائم تقضي وطرفٍ لا يذوق هجوعا

هذا وكم من مارقٍ مزفته بيدٍ تفيض مكارماً ونجيعا

والحمد لله الذي جمع للحضرة العالية شرائط السؤدد، وخصها بالمجد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015