السحاءة لفظاً موجزاً / [174] ومعنى محرزاً، فإذا وردت على أبي علي فأعلمه أن المحب إذا كتم رحم، وإذا نشر [فضح] فلا يعد بعد هذا إلى إفشاء سري، فإن نم بحبي انتهيت عن زيارته والإلمام به، وعوضته من لذته بفيض الدموع، وطول الخضوع، حتى لا يجزع كأساً إلا مشوباً، ولا يزر (?) ثوباً إلا خضلاً بعبرة مقلته، وأنا أقسم بحاجته إليّ، وإدمانه علي، ألا أخلي صدره من زفرة، ولا ضلوعه من جمرة، ولا جفونه من عبرة، فجئت أبا علي، فدفعت إليه السحاءة وقرأها، وأخبرته كلامه، فشهق شهقة توهمت أن ضلوعه تقضقضت، وقال لي: أبهذا القسم أقسم - قلت: نعم، قال لي: أتريد أن أنظم لك منثور ما جئتني به حتى تتوهم أنه كلامه - قلت: بحياتك إلا ما فعلت، فقال (?) :

لم باح باسمي بعد ما كتم الهوى زمناً وكان صيانتي أولى به

فلأ [منعن] جفونه طيب الكرب ولأمزجن دموعه بشرابه

وحياتة حاجته إليّ وفقره لأواصلن عذابه بعذابه

قال أبو عبد الله: ثم استنشدته من شعره فيه فأنشدني عدة مقطوعات، منها قوله (?) :

وفاتر الألحاظ في دجنةٍ كأنها في الحسن ورد الرياض

قلت له يا ظبي خذ مهجتي داو بها تلك الجفون المراض

فجاوبت من خده خجلة كيف ترى الحمرة فوق البياض

وقوله (?) :

إن كنت تنكر ما منك ابتليت به وأن برء سقامي عز مطلبه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015