بعض إخوانه وقال له: أنتما علما الإحسان، وشيخا أهل القيروان، وقد أصبحتما بحال جلاء، وبين أعداء (?) ، والأشبه بكما ألا تفريا أديمكما، ولا تطعما الأعداء لحومكما، فقد كان يحميكما السلطان، ويمحو كثيراً من مساويكما الإخوان، فقال له: إيت ابن شرف فخذ عهده بذلك، فلست أنا أراجعك فيما هنالك، فأتاه وكان أمراً صدقٍ، فوجده أجنح للسلم، وأدنى إلى الحلم، برئ إليه من صببه وصعده، وأعطاه على الوفاء بذلك صفقتي لسانه ويده، فكان ابن رشيق بعد ذلك ربما أعرض وعرض (?) ، وتحلب إلى شيء من تلك الهنات أو تهلمظ، وأما ابن شرف فلم يحل ما عقد، ولا حال عما عهد.

ولابن رشيق عدة تواليف في النظم والنثر، نفث بها في عقد السحر، ككتابه المترجم ب - " العمدة " و " كتاب الأنموذج " (?) ، إلى عدة رسائل رائقة (?) ، وبدائع فائقة، وأما الشعر فإنه أنسى / [173] أهله وملك منه شخته وجزله، وقد أثبت من خبره، وحميد أثره، ما يملأ الآذان بياناً، ويبهر العقول [حسناً] وإحساناً.

جملة من أخباره مع ما يتخللها من أشعاره

حدث أبو عبد الله بن الصفار الصقلي قال: كنت ساكناً بصقيلية وأشعار ابن رشيق ترد علي، فكنت أتمنى لقاءه، حتى استغلبت الروم علينا، فخرجت فاراً بمهجتي، تاركاً لكل ما ملكت، وقلت: اجتمع مع أبي علي، فرقة شمائله وطيب مشاهده سيذهب عني بعض ما أجد من الحزن على مفارقة الأهل والوطن، فجئت القيروان ولم أقدم شيئاً على الوصول إلى منزله، فاستأذنت ودخلت، فقام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015