ومعذرين كأن نبت خدودهم أقلام مسكٍ تستمد خلوقا

قرنوا البنفسج بالشقيق ونظموا تحت الزبرجد لؤلؤاً وعقيقا

فهم الذين إذا الخلي رآهم وجد الهوى بهم إليه طريقا

وكان يختلف إليه غلام من أعيان أشراف القيروان، وكان به كلفاً، فبينا هو يوماً والحصري قد أخذ في الحديث إذ أقبل الغلام:

في صورة كملت فخلت بأنها بدر السماء لستةٍ وثمان

يعشي العيون ضياؤها فكأنها شمس الضحى تعشى بها العينان

فقال له الشيخ: يا حصري، ماذا تقول في من هام بهذا القد، وصبا بهذا الخد - قال له الحصري: الهيمان به والله غاية الظرف، والصبوة إليه من تمام اللطف، لا سيما إذا شاب كافور (?) خده ذلك المسك الفتيت، وهجم على صبحه ذلك الليل البهيم، والله ما خلت سواده في بياضه إلا بياض الإيمان في سواد الكفر (?) وغيهب الظلماء في منير الفجر. فقال: صفه يا حصري، قال: من ملك رق القول حتى انقادت له صعابه، وذلل له جموحه حتى سطع له شهابه، أقعد مني بذلك، فقال: صفه، فإني معمل (?) فكري في ذلك، فأطرقا ساعة فقال الحصري (?) :

أورد قلبي الردى لام عذارٍ بدا

أسود كالكفر في أبيض مثل الهدى

فقال له الشيخ: أتراك / [172] اطلعت على [ضميري أو خضت بين جوانحي وزفيري - قال: لا؛ ولم ذلك -] قال: لأني قلت:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015