إذا بدا القلم الأعلى براحته مطرزاً لرداء الفخر بالظلم
رأيت ما أسود في الأبصار أبيض في بصائرٍ لحظها للفهم غير عم
كروضة خطرت في وشي زهرتها وافتر نوارها عن ثغر مبتسم
وتبرجت في حللها وحليها، وابتهجت بوسيمها / [170] ووليها، وكاد الهواء يسرقه لطفاً، والهوى يعتنقه ظرفاً، فاجتنبت ما اشتهيت من خزاماها وعرارها، واجتليت ما رأيت من خيريها وبهارها، ولثمت خدود وردها وسوسانها، ورشفت ثغور أقاحها وحواذنها، والتقطت ما لا تخلق الأيام بهجته، ولا تغير الأعوام جدته، من نور يقطف بالأسماع والأبصار، وزهرٍ يتناول بالخواطر والأفكار، وسرحت الطرف في ما يفوت الوصف، من غرائب إبداع، وعجائب اختراع، لم تفترعها الأسماع.
وفي فصل (?) :
أسهمني من واضح الفجر غرة الصباح، وقسم لي من طائر الذكر قادمة الجناح، وألبسني من التنويه، ما لا يعزى إلى تمويه، فأصبحت أجيل الجوزاء على يد قصور، والثناء على لسان قصير، ولئن كبت جيادي، عن مضمار مرادي، وعجز لساني، عما حواه جناني، فتمثلت بقول الزعفراني (?) :
لي لسان كأنه لي معادي ليس ينبي عن كنه ما في فؤادي
حكم الله لي عليه فل أن - صف قلبي عرفت قدر ودادي
وقد علمت أن شمس الخواطر، إذا جرت في فلك الضمائر، اتصل النور المبين، وانفصل الشك من اليقين.
وفي فصل: