أعرض عنها ثانياً عطفه ولم يعرها عطفة الود
هذا وقد لاح بوجه الحجى منها ضياء القمر الفرد
وأقبلت تختال في حلةٍ مرت عليها طرز الحمد
وما يضر الشمس أن أصبحت تعرض عنها أعين الرمد
ومن يك ذا فمٍ مر مريضٍ يجد مراً به الماء الزلالا
وفي فصل (?) :
قد تقاربت الصفات، وتوازنت الذوات، وتكاشفنا لما تعارفنا، ورفعت الخلوة حجاب الاحتجاب، وحطت الخلطة لثام الاكتتام، وكنا مع طول الامتحان والاختبار، ومدة الالتباس والاحتيار، نقنع من ارتفاع القناع بلمحة، ومن اتقاد الزناد بقدحة، ونبرز العبارات، من معارض الإشارات، وغوامض الاستعارات، في طراز من الأرماز يدق عن مسرى السحر، ويرق عن مجرى الخمر:
في تعابيرنا " اللطاف اللواتي هي أخفى من مستسر الهباء " (?)
" بل من السر في ضمير محب أدبته عقوبة الإفشاء "
ونختلس حركات البيان، في سكنات الزمان، كما اختلس اللفظ المحب الكتوم، فهلهم الآن إلى التصريح دون التعريض، والتصحيح دون التمريض، وتعال نتلاطف ونتكاشف، إذ قد لبسنا ثوب الأمان من الزمان.
وفي فصل (?) :