ونظمت عقوده، ورقمت بروده، فنورها يرف، ونورها يشف، في روضٍ من الكلم مونق، ورونق من الحكم مشرق.
وفي فصل (?) :
إلى هذا المكان أمسكت العنان، والإطناب في هذا الكتاب يعظم ويتسع، بل يتصل ولا ينقطع، إذ كان غرضي فيه، أن ألمع من معانيه، ثم أنجز معه حيث أنجر، وأمر فيه كيف / [169] مر، وآخذ في معنى آخر غير موصول بشكله، ولا مقرونٍ بمثله، وقد أحل نظاماً وأفرد تؤاماً، نشراً لبساط الانبساط، ورغبة في استدعاء النشاط.
وهذا التصنيف لا تدرك غايته، ولا تبلغ نهايته، إذ المعاني غير محصورة بعدد، ولا مقصورة إلى أمد، وقد أبرزت في الصدر، صحيفة العذر، يجول فرندها، ويثقب زندها، ومن ركب مطية الاعتذار، واجتنب خطية الإصرار، فقد خرج من تبعة التقصير، وبرز من عهدة المعاذير، وإن أحق ما احتكم إليه، واقتصر عليه، الاعتراف بفضل الإنصاف، فليعلم من ينصف أن الاختبار ليس يعلم ضرورةً، ولا يوقف له على صورة، فليكثر الإغماض، وليقل الاعتراض، ولو وقع الإجماع على ما يرضي ويسخط، ويثبت ويسقط، لارتفع حجاج المختلفين في أمر الدنيا والدين.
وفي فصل:
هو كليل الخاطر، سقيم النفس، صدئ القريحة، عديم الحس، ذو طبعٍ جاسٍ، وفهم قاسٍ، ولله در ابن الرومي في قوله (?) :
خفافيش أعشاها نهار بضوئه ولائمها قطع من الليل غيهب