وفي فصل (?) :
أبو الفرج الأصبهاني الأصل، البغدادي المنشأ: كان من أعيان أدبائها وأفراد مصنفيها، وله شعر يجمع إتقان العلماء وإحسان الظرفاء الشعراء.
وفي فصل (?) :
الشريف أبو الحسن الموسوي: [يتحلى مع محتده الشريف] ومفخره المنيف بأدبٍ ظاهر، وفضل باهر، وحظ من جميع المحاسن وافر، ثم هو أشعر الطالبيين من مضى منهم ومن غبر، ولو قلت إنه أشعر قريش لم أبعد عن الصدق، وقد شهد بما أجريت من ذكره، شاهد عدل من شعره العالي القدح، الممتنع عن القدح، يجمع إلى السلاسة تانة، وإلى السهولة رصانة، ويشتمل على معانٍ يقرب جناها، ويبعد مداها.
وفي فصل (?) :
الصاحب بن عباد: ليس تحضرني عبارة أرضاها للإفصاح عن علو محله في العم والأدب، وجلالة شأنه في الجود والكرم، وتفرده بغايات المحاسن والشيم، وجمعه أشتات المفاخر، لأن قولي ينخفض عن أدنى فضائله ومعاليه، وجهد وصفي، يقصر عن أيسر فواضله ومساعيه، ولكني أقول: كانت همته في مجدٍ يشيده، وإنعام يجدده، وفاضل يصطنعه، وكلامٍ حسنٍ يسمعه أو يصنعه، ولما كان نادرة عطارد في البلاغة، وواسطة عقد الدهر في السماحة، جلب إليه من الآفاق وأقاصي البلاد كل خطاب جزل، وقولٍ فصل، وصارت حضرته مشرعاً لروائع الكلام، وبدائع الأفهام، ومجلسه مجمعاً لصوب العقول وذوب العلوم (?) ونثار الخواطر ودرر القرائح، فبلغ من البلاغة ما يعد في السحر ويكاد يدخل في حد الإعجاز، وسار