كلامه مسير الشمس، [واحتف] به من نجوم الأرض وأفراد العصر وأبناء الفضل وفرسان الشعر ما يربي عددهم على شعراء الرشيد ولا يقصرون عنهم في الأخذ برقاب المعاني وملك رق القوافي، فإنه لم يجتمع بباب أحد من الخلفاء ما اجتمع بباب الرشيد من فحولة الشعراء.
وفي فصل (?) :
أبو دلف الخزرجي: شاعر كثير الملح والطرف، مشحوذ المدية في الكدية، حنق التسعين في الاضطراب والاغتراب، وركوب الأسفار الصعاب، وضرب صفحة المحراب (?) بالجراب، وخدمة العلوم والآداب.
وفي فصل (?) :
القاضي الجرجاني: فرد الزمان ونادرة الفلك، وإنسان حدقة العلم، وقبة تاج الأدب، وفارس عسكر الشعر، يجمع خط ابن مقلة إلى نثر الجاحظ ونظم البحتري، وينظم عقد الإتقان والإحسان في كل ما يتعاطاه.
وهذه أيضاً جملة من شعره
زاره الأمير أبو الفضل الميكالي فكتب إليه (?) :
لا زال مجدك للسماك رسيلا وعلو جدك بالخلود كفيلا
يا غرة الزمن البهيم إذا غدا هذا الورى (?) لزمانه تحجيلا / [167]
يا زائراً مدت سحائب طوله ظلاً علي من الجمال ظليلا
وأتت بصوب جواهر من لفظه حتى انتظمن لمفرقي إكليلا