وفي فصل (?) :
ابن نباتة: من فحول الشعراء في عصره وآحادهم، وصدور مجيديهم وأفرادهم، الذين أخذوا برقاب القوافي وخوارق (?) المعاني، وشعره مع قرب لطفه بعيد المرام مستمر النظام، يشتمل من حر الكلام على غرر كقطع الروض غب القطر، وفقر كالغنى بعد الفقر، وبدائع أحسن من مطالع الأنوار، وعهد الشباب، في أرق من نسيم الأسحار وشكوى الأحباب.
وفي فصل (?) :
السلامي: من أشعر أهل العراق قولاً بالإطلاق، وشهادةً باستحقاق، وعلى ما أجريت من ذكره، شاهد عدل من شعره، الذي كتبت من محاسنه نزهة العيون ورقى القلوب وسر النفوس، ولم يزل بحضرة الصاحب بين خير مستفيض، وجاهٍ عريض، ونعم بيض، إلى أن آثر قصد حضرة عضد الدولة بشيراز، فجهزه الصاحب إليه وزوده كتاباً بخطه إلى أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف قال فيه: " باعة الشعر أكثر من عدد الشعر، ومن يوثق أن حليته التي يؤديها من نسج فكره أقل من ذلك؛ وممن خبرته بالامتحان فأحمدته، وفررته بالإحسان واخترته (?) ، أبو الحسن السلامي، وله بديهة قوية، توفي على الروية، ومذهب / [166] في الإجادة يهش السمع لوعيه، كما يرتاح الطرف لرعيه، وقد امتطى أمله - وخير له - إلى الحضرة الجليلة رجاء أن يحصل في سواد أمثاله، ويظهر معه بياض حاله، فجهزت منه أمير الشعر في موكبه (?) ، وحليت فرس (?) البلاغة