أو أشرت (?) فنخبة شارب، ريحانة الندماء، ونارنج الظرفاء، ويعاشرون منه من تطيب عشرته، وتلين قشرته، وتكرم أخلاقه، وتحسن أخباره، وتسير أشعاره، حتى نظمت حاشيتي البر والبحر، وناحيتي الشرق والغرب، وكان له غلام يسمى نسيماً في نهاية الملاحة واللباقة، وكان يؤثره على سائر غلمانه، ويختصه بتقريبه واستخدامه فكتب إليه بعض من يأنس به (?) :

هل علي لامه مدغم لاضطرار الشعر في ميم نسيم

فوقع تحته: نعم، ولم لا -

وفي فصل (?) :

أبو علي ابنه: هلال ذلك القمر، وغصن ذلك الشجر، والشاهد العدل لمجد أبيه وفضله، والفرع المشير لأصله، والنائب عنه في حياته، والقائم مقامه بعد وفاته، وله كتاب " الفرج بعد الشدة " وناهيك بحسنه، وامتناع فنه، وما جرى فيه من الفأله بيمنه، لا جرم أنه أسير من الأمثال، وأسرى من الخيال.

وفي فصل (?) :

ابن لنكك: فرد البصرة وصدر أدبائها، وفرد ظرفائها في زمانه، المرجوع إليه في لطائف الأدب وطرائفه، وكانت حرفة الأدب تمسه وتجمشه، ومحنة الفضل تدركه فتخدشه، ونفسه ترفعه، ودهره يضعه؛ وأكثر شعره ملح وطرف، خفيفة الأرواح، تأخذ من القلوب بمجامعها، وتقع من النفوس أحسن مواقعها، وجلها في شكوى الزمان وأهله، وهجاء شعراء عصره، ويشبه شعره في الملاحة وقلة مجاوزة البيتين والثلاثة شعر ابن فارس، واقدر أنه بالجبال كهو بالعراق، وكان يقال: إذا رمى منصور الفقه برجومه قتل، وكذلك ابن لنكك إذا قال البيت والبيتين أغرب بما جلب وأبدع بما يصنع، فأما إذا قصد فقلما ينجح ويفلح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015