ويتشاغل بالكتب / [165] ويؤثر مجالسة الأدباء، على منادمة الأمراء، ويقول شعراً كثيراً يخرج منه ما هو من شطر الكتاب من الملح والنكت، وما أدري كم فصل رائعٍ قرأته للصاحب في وصف شعره، وطلب أمد الإبداع في مدحه.

وفي فصل (?) :

الصابي: أوحد العراق في البلاغة، ومن تثنى الخناصر به في الكتابة، وتتفق له الشهادات ببلوغ الغاية من البراعة في الصناعة، وكان خنق التسعين في خدمة الخلفاء، وخلافة الوزراء، وتقلد الأعمال الجلائل، مع ديوان الرسائل، وحلب الدهر أشطره، وذاق حلوه ومره، ولابس خيره ولامس شره، ورئس ورأس، وخُدم وخدم، ومدحه شعراء العراق في جملة الرؤساء، وسار ذكره في الآفاق، ودون له الكلام البهي النقي العلوي ما تتناثر درره، وتتكاثر غرره، وأرادوه الملوك على الإسلام، وأداروه بكل حيلة وتمنيةٍ جليلة، فلم يهده الله للإسلام، كما هداه لمحاسن الكلام، وكان يعاشر المسلمين أحسن عشرة، ويخدم الأكابر أرفع خدمة، ويساعدهم على صيام شهر رمضان، ويحفظ القرآن حفظاً يدور على طرف لسانه وسن قلمه.

وفي فصل (?) :

عبد العزيز بن يوسف: أحد صدور المشرق، وفرسان المنطق، وأفراد الكلم، وأعيان الممدحين المقدمين في الأدب والكتابة والبراعة والكفاية وجميع أدوات الرياسة. ونثره يعرب عن أدب فضفاض، وخاطر بالإجادة والإحسان فياض.

وفي فصل (?) :

القاضي التنوخي: من أعيان الأدب والعلم، وأفراد الكرم وحسن الشيم، وإن أردت فسبحة ناسك، وإن أحببت فتفاحة فاتك، أو اقترحت فمدرعة راهب،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015