ومعنى البيت الثاني من هذه كقول أبي الحسن الرضي (?) :

وقبلته فوق اللثام لي هي الخمر إلا أنها بفدام

وتشبيه أرياق الملاح بالراح أكثر من أن يحصى، وأشهر من أن يتقصى، ولكن التهامي ولد معنى حسنى، وجر ها هنا للبلاغة رسنا، بقوله: " لو لم يكن ريقها خمرا.. " البيت.

وفيها يقول:

إني لأطرف طرفي عن محاسنها تكرما وأكف الكف عن أمم

ولا أهم ولي نفس تنازعني أستغفر الله إلا ساعة الحلم

ومعنى هذا البيت حسن، ولكن أبا الطيب كان أملك لشهوته، وأعف في حين خلوته، حيث يقول (?) :

يريد يدا عن ثوبها وهو قادر ويعصي الهوى في طيفها وهو راقد

ألا تسمع كيف عف في الكرى، وأتى من حسن اللفظ وبراعة القسمة بما ترى - وقد أثبت في أخبار ابن الأبار (?) ، في هذا المعنى عدة أشعار.

وقال التهامي (?) :

أهدى لنا طيفها نجدا وساكنه حتى اقتنصنا ظباء البدو والحضر

فبات يجلو لنا من وجهها قمرا من البراقع لولا كلفة القمر

وراعها حر أنفاسي فقلت لها هواي نار وأنفاسي من الشرر

وزاد در الثنايا در أدمعها فالتف منتظم منه بمنتثر

فما نكرنا في الطيف الملم بنا ممن هويناه إلا قلة الخفر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015