عجبت وقد جزت الصراة رفلة وما خضلت مما تسربلت أذيال (?)

[145] / وقد طلعت في الرأس مني راية ثكلت بها هزل النعيم وجده

كلوح مشيب لو يكون (?) تبسما كما زعموا ما [إن] بكى القلب عنده

وما زهرات الشيب فيه ظوالم كذا العشب يأتي يانع الزهر بعده

أخذت من الدهر التجاريب جملة وقبل أشدي ما بلغت أشده

قوله " كلوح مشيب " ينظر إلى قول ابن الرومي (?) :

لم يضحك الشيب من فوديه بل كلحا سم القبيح من الأسماء ما قبحا

إن كان ابن المغربي قد نقص معناه، وطمس سناه، فقد زاد فيه ما ذهب ببعض جنايته، ومحا كثيرا ما إساءته، وكان الناس قديما وحديثا يستعيرون لبياض المشيب التبسم، حتى جاء ابن الرمي بحر الإبداع، وعذبة لسان الاختراع، فقال بيته المتقدم فأسكت به القائلين، ودفع في صدر المتقدمين، وبين أنه ربما كان الفضل للآخر، وأبقى السالف للغابر، وأرى أول من نحا هذا المنحى، وسلك بالشيب هذه المحجة المثلى، حيث استعار الضحك للشيب، غير مبال إلى ما في ذلك من العيب، دعبل حيث يقول (?) :

لا تعجبني يا عبد من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى

فاستعار الجناح، وغدا على ألسنة الرواة وراح، وتتابع فيه الشعراء فأبدأوا فيه وأعادوا، ونقصوا وزادوا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015