ضاحكا تتصدع عنه دياجير الشبهات، وتنجلي منه ملابس الضلالات، وهنأ الله الشيخ ما رآه له أهلا من هذا السناء الذي تقف دونه المعالي، وتضيء به ظلم الليالي، وغرس عنده التوفيق الذي يسترهن لواء النعمة، ويضمن بقاء العصمة.

وفي فصل من أخرى: ولولا أني إذا أردت المواصلة بنفسي ثقلت ثقلين بالزيارة، وبالدالة (?) المستعارة، لما استنبت والله على لساني قلمي، ولا استنطقت يدي قبل فمي، ولكن الاضطرار يقود وأتبع، والزمان يقول فأستمع.

وله من رقعة [في] فتح: ولما تقاربت الفئتان إذا بعدونا في عدة قد اشتملت منهم على كل سهم في كنانتهم؛ قد استكثروا من علوج لا يخشون (?) حومة اللقاء، ولا يثبتون على مقارعة الأكفاء، فلما اجتمع أعداء الله وقلوبهم بالذعر متفرقة، وأقدموا وأقدامهم القهقراء راجعة، وكانت لنا عيون تجثم على مدارج أنفاسهم، وطلائع تقبض على مسارح ألحاظهم.

وفي فصل منها: وبادرتهم فتيان بني عامر على الجرد الصلادم (?) ، وقد برزوا الجنن تعجلا للطراد، وتخففوا من الرماح تقصيرا للبعاد، فوكزوهم بالرماح وكزا ترك الدروع منهم غلائل، وأماني الحياة فيهم قلائل، فلم يترك القتل منهم إلا أنفسا عافتها كرام السيوف، أو آخرين عزين (?) تكفكف عنهم الرحم العطوف، يتمسكون بأنفسهم حوزا، ويعتدون ذل الفرار عزا، وافترقوا إلى أوطانهم يرقبون الليل كما يرقب الصباح، ويدلجون بكل ماش من الخيل بجناح، وكان أميرهم في بلهنية الاستهامة بهم، وقلة الفكر فيهم، قد بات يعمل كاسه ويلهي جلاسه، وغدا سكران

طور بواسطة نورين ميديا © 2015