وكان في ذلك الأوان بمدينة [تكريت. رئيس] (?) ممن يشار إليه، ويعول قومه عليه، فرأى في منامه (?) النبي عليه السلام مع علي بن أبي طالب، وحضاه على السلام، ووجد في الإنجيل ما دله على البشارة بمحمد عليه السلام، فاستدعي إلى الحضرة ببغداد، وطيف به في سائر البلاد، فكتب إليه ابن المغربي رقعة قال فيها:

ويعلم الله ما ورد علي وعلى كافة من حضر من المسلمين من السرور بما أبان الله (?) من آية قطعت عذر الجاحدين، و [حجة] (?) استهلكت شبه العائدين الجاهلين، لا أن هذا الدين - بمحمد الله - مفتقر من بعض حواشيه، إلى بينة تزيد فيه، ولا أن الاستدلال الصادق كان ترك شبهة إلا فضحها، ولا معجزة إلا أوضحها، وزائغا إلا قومه، وجاهلا إلا علمه، وركنا لباطل إلا خفضه، وعقدا للشرك إلا نقضه، إلا أن المخالفين قد شغلت الدنيا أكثرهم عن التأمل، وحجبت العادات خواطرهم عن التأول، فبعد بالحجج السالفة ذكرهم، واشتد إلى البراهين المستحدثة فقرهم، فكان أبلغ [برهان] إقبال مثله إلى المحجة عن غير رغبة استفزته، ولا رهبة هزته، ولا محاسدة أغرته، ولا مناظرة عزته، بل أطلق عنان عقله ومد به راشادا حتى وقفه على الصراط المستقيم، واستتلاه قاصدا حتى أورده إلى المنهج السليم، فوردت النعمة بتخيره صافية غير مكدرة، والمنحة في استئمانه وافية غير مقصرة، فهنأ الله الإسلام ما لا يزال يتولاه من إيضاح مناره، وتبلج أنواره، وإدامة صبحه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015