وأين الثريا من يد المتناول
لو أعنت بما تلاقى عليه [-] من خواطر ملتهبة المطالع، وألسنة معروفة المقاطع، لما ازداد هذا الدين علي إلا توثقاً، ولا استجد هذا الحق إلا تعلقاً.
دع ذا وعد القول في هرم (?)
أنا الآن من التسوق إلى خدمته لو وجدت إليها سبيلا، وأعلمت نحوها رحيلا، وقد كنت ارتحت للفقرة التي تضمنها كتابه العالي من ذكر التفويض والتعويض، ورأيت أنها لو صدرت عن الحسن البصري لما زادت (?) على ما غشاها في عيني من البهاء وجلالة الصدق، ولقد انتفعت بها ورجوت يمن نقيبتها [وحسن] عاقبتها. وجملة ما أقترحه أن يتصور في ما يتصور في بعض الأقربين من خادم يصطنع فيجرى من الحنو عليه مجرى خواص الأهل وأداني الأصحاب، فله الرأي العالي في إنزالي حيث أنزلت نفسي من الاختصاص بجهته، فأما المكاتبة فقد تقدم القول في اقتناعي منها بمثل طيف الخيال، أو رضائي أن يخطر ذكري بالبال، إن شاء الله.
وطار للشريف أبي طاهر باز كان يتصيد إليه: بلغني خبر الغادر المفارق، والباشق الآبق (?) ، فشاركته في الاستيحاش [من فراقه] لما كان يبدع من مصايده، ويقرب عن مطارده، ورأيته قد شاب فضائله بهذا الغدر الذي يسلي عن تذكاره، والإباق الذي ينسي محاسن آثاره، والنكث الذي ختم به عواقب عهده، وبغض إلينا، بل إلى سيدنا، استخدام أمثاله من بعده، لأن أحق الناس بكراهة الغدر من كان الوفاء رضيع لبانه، والحفاظ منبت أصوله ومنشأ أغصانه،