مصادره، وري العقول الظماء، وطب الجهل، المستغمر الداء (?) ، والباب الذي يفتح عن الدهر تجربةً علماً، والمرآة التي تتصفح بها أوجه الأيام / [135] إحاطة وفهماً.

وفي فصل: فإن كان الغرض في هذه الأبيات الخزاب، المقفرة من الصواب، طلب الفائدة، فقد كان أن يناخ عليه بمقفلها، ويقصد إليه بمعضلها، فعنده مفتاح كل مسألة مقفلة، ومصباح كل داجيةٍ مشكلة؛ بل لست أشك أن هذا السائل لو جاوره صامتاً عن استخباره، وعكف على ذلك الجناب كأنما لجأ في طي إضماره، لأعداه رقة نسيم أرضه، وهذب (?) خاطره التقاط لفظه، حتى يغنيه الجوار عن الحوار، والاقتراب عن رجع الجواب؛ وإن كان قصد الامتحان للمسؤول، وتعرض لهذا الموقف الزحول، فذلك اعجب: كيف لم يتأدب بآدابه الصالحة، ويعتني إلى هدايته الواضحة.

وفي فصل: وكيف لم يعلم هذا العريض المكلف - بما أعطي من سعادة مكاثرته وسيق (?) إليه من بركة صحبته - أن هذا التعريض كما قال المخرومي لعبد الملك بن مروان وقد (?) لقيه في طريق الحجاز: بئست تحية الغريب من القاطنين، ولؤمت هدية الوافد من المقيمين، وقد كان حق الغريب بينكم أن يكثر ليله، ويسد ذريعه، ويعار من معالي الصفات ما يؤنس غربته، ويصدق مخيلته وعلى أنه لو كان قد احتبى للجدال، وركب للنزال، لما كان في عزوب (?) كلمات من حوشي اللغة عن ذكره، ما يدل على قصر باعه، وقلة إطلاعه، ويا عجبا للفراغ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015