إذا طفا أبصر الصمصام يرقبه ... أو غاص في الماء من خوف الردى شرقا

وأي عيشٍ لموقوف على تلفٍ ... يراقب الميتتين: السيف والغرقا وكانت إثر ذلك وقعة للمعتلي بالله على السودان بإشبيلية، فأمر أبا عبد الله ابن الحناط بصفة ذلك إذ الوقعتان متشابهتان، ففعل؛ وبلغني أنا ذلك، فكتبت إلى المعتلي بشعر طويل في المعنى أوله:

غناك سعدك في ظل الظبا وسقى ... " فاشرب هنيئاً عليك التاج مرتفقا " ومنها في صفة الوقعة:

سقياً لأسد تساقى الموت أنفسها ... وتلبس الصبر في يوم الوغى حلقا

قامت بنصرك لما قام مرتجلاً ... خطيب جودك فيها ينثر الورقا

سريت تقدم جيش النصر متخذاً ... سبل المجرة في إثر العلا طرقا

في ظل ليلٍ من الماذي معتكر ... يجلو إلى الخيل منه وجهك الفلقا

وصفح قرن غداة الروع يكتبه ... من الظبا قلم لا يعرف المشقا

أجريت للزنج فوق النهر نهر دمٍ ... حتى استحال سماء جللت شفقا

وساعد الفلك الأعلى بقتلهم ... حتى غدا الفلك بالناجي به غرقا

من كل أسود لم يدلف على ثلج ... بأن جدك يجلو صفحه يققا

كأن هامته والرمح يحملها ... غراب بينٍ على بان النقا نعقا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015