قال الشريف المرتضى (?) : قلت هذه الأبيات في سنة أربع (?) وثمانين وثلاثمائة، وتداول أهل الأدب إنشادها، واستغربوا هذا المعنى، وشهدوا أنه مخترع لم يسمع، فلما تصفحت ديوان شعر أخي لاستخراج ما يتعلق بوصف الطيف في هذا الوقت وهو سنة اثنتين (?) وعشرين وأربعمائة وجدت هذه البائية بخطه على ظهر الجزء الثاني من شعره (?) :
إن طيف الخيال زار طروقاً والمطايا بين القنان وشعب
زارني واصلاً على غير وعدٍ وانثنى هاجراً على غير ذنب
كان قلبي إليه رائد عيني فعلى العين منة للقلب
كان عندي أن الغرور لطرفي فإذا ذلك الغرور لقلبي
فلست أعرف كيف جرت في خبرها، وهل قصد رحمه الله إلى نظمها حتى لا يخلو شعره من هذا المعنى، أو أنسي سماعه مني، وقذف به خاطره وجرى على هاجسه، وكثيراً ما يلحق الشعراء ذلك فيتواردون في بعض المعاني المسبوق إليها، وقد كانوا سمعوها فأنسوها، فالخواطر مشتركة، والمعاني معترضة لكل خاطر، وكيف جرى الأمر فيها فإن العنصر واحد، وأينا سبق إلى معنى فالآخر بالنجر والسنخ إليه سابق وبه عالق:
وقال المرتضى (?) :
أمنك سرى طيف وقد كان لا يسرى ونحن جميعاً هاجعون على الغمر
تعجبت منه كيف أم ركابنا وأرحلنا بين الرحال وما ندري