يعلم هذا ولا ينكره، ويشكره ولا يكفره، وما كانت لك علي نعمة فأعارها، ولا سطوة فأخشاها، وإنما فعلت بالجوهرية التي ركبها الله في نفسي، والطبع الذي جبل عليه حسي:
ولكن أشخاص المعالي خفية ... على كل عين ليس تبصر باللب فهل سبق لأحد مثل هذا الوفاء، أو كان له شكل هذا الولاء، فإن قيل إن السموأل أتى بمثله وشكله، ليس الخبر كما ظن، ولا الأمر كما احستب.
ومن شعره في أوصاف شتى
قال:
ريم إذا رمت أن أحظى بموعده ... أقام لي بلسان الخلف أعذارا
وإن تلطفت لاستنزال سورته ... أصار قلبي لخيل الهجر مضمارا
إذا تذكرت أياماً لنا سلفت ... خطت يد الشوق في الأحشاء أسطارا
قال الوشاة ودمع العين منحدر ... ودمعه فوق روض الورد قد حارا
يا مجري الدمع في عينيه في ذهب ... أما ترى الدر بالمرجان قد جارا
النار يحرقها قلبي بزفرته ... من العجيب فؤاد يحرق النارا وقال:
يا ناظراً قد سل من ناظري ... إلى سواد القلب والخاطر
طيفك لما نام عن زورتي ... زادك [زاد] الكلف الساهر