أيا مولي الصنع الجميل إذا انتشى ... ويا مسدي النيل الجزيل إذا صخا

وفي كل أرضٍ من نداه حديقة ... تضوع مسكاً نورها وتفتحا

أأفرد بالحرمان من كل عاطلٍ ... تطوق من نعماك ثم توشحا

أتتني على بعد النوى منك دعوة ... أثارت بنات السير حولاً ولقحا

فجاءك من أهل البديع مصرف ... مهار القوافي في امتداحك قرحا

وكان عليه الخلق ليلاً يجوبه ... إليك فلما لاح وجهك أصبحا

رفعت بأظعاني إلى ما تحده ... علاك فوقع ممسكاً أو مسرحا ثم تصرفت الليالي والأيام، اللاعبة بالأنام، واقتضت بالمعتمد الحال، إلى الاعتقال، بسجن أغمات، وسمع الصقلي هذا شعر المعتمد الذي قد تقدم إنشاده حيث يقول فيه:

قضى الله في حمص الحمام وبعثرت ... هنالك عنا للنشور قبور

تراه عسيراً أم يسيراً نناله ... إلا كل ما شاء الإله يسير فأجابه الصقلي أبو محمد ببيات منها قوله:

أتيأس من يوم يناقض أمسه ... وشهب الدراري في البروج تدور

ولما رحلتم بالندى في أكفكم ... وقلقل رضوى منكم وثبير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015