افترق، وفتحت من البدائع فيها ما انغلق، وجعلتها نبض حياتك، وموضع شكاتك، وسعنة أوطارك، وجونة عطارك:
ففيها عنبر الهند ... وفيها مسك دارين
وفيها قضب نعمان ... وفيها كثب يبرين
وفيها قامت الحرب ... كما كانت بصفين فأصبحت والظنون بك مرجمة. والألسنة عنك مترجمة، والأقوال فيك كثيرة، والأيدي إليك مشيرة؛ ويا عجبا منك كيف لم تبصر بصيرتك هذا العوار وشهابها ثاقب. ولم تعف نفسك السامية هذه الأقذار وإباؤها واجب، شد ما ملكتك سورة الغرارة وأنت كهل أمين، وهفت بلبك هفوات الهوى وعندك عقيل رصين؛ أفي الحق أن أستفرغ قلبك فلا يخلو، وأنشدك فلا تسلو:
ندمت ندامة الكسعي لما ... تبطنها يباضعها سواكا
رأت ما سد كعثبها وأودى ... بغلمتها فلجت في جفاكا
فلا تذهب بلبك طائشات ... من الصبوات واسترجع نهاكا ما لك وللتمادي في غلوائك، والزيادة في برحائك، نهنه قلبك، وراجع لبك، واذكر خلقها وخلقها، وتأمل وجهها وعنقها، وانظر خدها وقدها، وهل شيء مما يستملح عندها؛ والله ما رأيت