شخصها قط إلا تخيلت الشيطان، ولا مقلت مقلتها إلا ذكرت السرطان. وأية ضفدعة ماء تعشقت، وقرنبى بها تعلقت، لقد روي زند من خرجت من يديه، وتعس جد من صارت إليه.

وفي فصل منها: فهنيئا أبا حفص راحة بصرك من شخصها المقيت، وفراغ قلبك من الكبد بخلقها المميت، لو غسلتها بكل ماء في البحر، وطيبتها بكل عنبر في الشحر، وضمختها بملاب كل عطار، وفتت عليها من المسك ألق قنطار، ما ازدادت مع الطيب [113] إلا دفرا، ومع الغسل إلا وضرا؛ وكأني بك قد أنشدت بين ابن الرومي في من لا يشبهها إلا في سواد الجلد، ولا يشركها إلا في النسبة إلى الجد، يقول:

أكسبها الحب أنها صبغت ... صبغة حب القلوب والحدق وقال الآخر:

مشبهات الشباب والمسك تفديهن ... نفسي من الردى والكروب كيف يهوى الفتى الأديب وصال البيض والبيض مشبهات المشيب ... هيهات! هنا يقال: ظن تخب، واقلب تصب، ما كل بيضاء شحمة، ولا كل سوداء تمرة. فأمسك عنها فقد سلت عنك، وابرأ منها فقد برئت منك، واستصغرت آلتك، واعتاضت منك بزعمها أكبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015