قال المنفتل:
انظر إلى حمامنا قد حكى ... حالين من حال الأحباء
حرارة الأنفاس يوم النوى ... وحرة الأنفاس في الماء
فماؤه من أدمعي سائل ... وناره من حر أحشائي وقال في صفة حمامٍ كانت مضاويه من زجاج أحمر، وفي سمائه حمرة وبياض:
تحيرت من طيب حمامنا ... بخيل لي أن فيه الفلق
فمن حمرة فوقنا وابيضاض ... كخد الحبيب إذا ما عرق
رأى الدهر ما شذ من حسنه ... فسد كوى سقفه بالشفق ومما يتعلق أيضاً بصفته قول الآخر، ولكنه خلطه بالنسيب، وأشار فيه إلى معنى غريب، فقال:
ولم أدخل الحمام يوم رحيلهم ... طلاب نعيم قد رضيت ببوسي
ولكن لتجري دمعتي مطمئنةً ... فأبكي ولا يدري بذاك جليسي ودخل الحمام يوماً من أهل عصرنا الأديبان: أبو جعفر ابن هريرة التطيلي، وأبو بكر ابن بقي، فقال أبو جعفر:
يا حسن حمامنا وبهجته ... مرأى من السحر كله حسن
ماء ونار حواهما كنف ... كالقلب فيه السرور والحزن ثم أعجبه هذا المعنى أيضاً فقال فيه: