ولا سرت الرياحُ على رياحٍ ... لواقح مزنةٍ أنى تكون

فقد دارت علينا من رحاها ... طحون كلما لاقت زبون

فلا وطنٌ لنا إلا المطايا ... وإلا الماءُ طوراً والسفين

لعلك أيها البرقُ اليماني ... إذا كشفتَ عن خبرٍ تبين

أفي وكناتها عقبانُ قوم ... كعهدي أم خلتْ منها الوكون

وبين قبابِ صبرةٍ والمصلى ... نهى ومها وآسادٌ وعين

وأجبالٌ تمور بها المذاكي ... وأقمار تميس بها الغصون

وقرطبة أعيدت قيروانا ... لنا لما دهت تلك الفتون

وكيف يضيعُ مثلي في مكانٍ ... يكون به أبو الحسنِ الأمين

أيا منُ أن تكون النونُ راءً ... وقد وجبتْ له راءٌ ونون انتهى ما أخرجته من أخبار ابن شرف، ونتلو ذلك بطرف من أخبار ابن السقاء مدبرِ الدولة الجهورية بقرطبة. ونشير إلى مقتله، ونلمعُ بذكرِ أوله، وكيف ارتقي من الحضيضِ، إلى ذروة الجاه العريض، حتى زاحم نجوم الأفلاك. وملأ صدور الأملاك، وسارت عنه في السياسةِ أخبار. محتْ أضواء الأسحار. وعطرت أنفاس الأزهار.

جملة من أخبار ابن السقاء القرطبي، مدبر الملك الجمهوري

قال ابن حيان: كان أبو الحسن إبراهيم بن محمد بن يحيى المعروف بابن السقاء قد كابدَ من شظف المعيشة في فتاءِ سنه ما لا شيء فوقه، إذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015