سقى القصرَ فالميدان أخلافُ مزنةٍَ ... وراحت على الروحاء منها أفاويق

- على أنه مرمى نبت عنهُ أسهمي ... فلا حزَ لي في الأفق منه ولا فوق

أناديهِ والبحرُ المحيطُ مجاوبي ... ودوني خليجٌ منه أفيح مخروق

وقرطبةٌ ضمت إليها جوانحي ... كما ضم من عفراءِ عروة تعنيق

نزلنا [بها] لا نبتغي السوق عندها ... فما كان بدٌ أن أقمت لنا سوق

وأحيا أبن يحيى ميتات خواطري ... وفسحَ آمالي وكان بها ضيق

أبا حسنٍ وأحسنت بدءاً وعودةً ... وللغصنِ إثمارٌ إذا كان توريق

فلم يرَ بؤسٌ إذ وليت أمورها ... ولا كسدتَ سوقٌ إذ ألتفت السوق

وكم لقيت حربَ الأزراق منهمُ ... وكمْ زرقت في جانبيه المزاريق قال أبن بسام: وكثيراً ما يذكر أبنُ شرفٍ في شعره أحياء الأعراب التي أخرجتهم من القيروان كبني هلال [94] وقرة وزغبة وهم الذين تولوا حرب بلدهِ في التاريخ المتقدم الذكر؛ فمن ذلك قصيدةٌ أولها:

جسومٌ على حكمِ العيون صحاحُ ... وفي طي أحناءِ الضلوع جراحُ يقول فيها:

إذا كان للأحباب رسلٌ فرسلنا ... بروقٌ إلى أحبابنا ورياح

ومن دون تلك الرسل أخضرُ زاخرٌ ... أجاجٌ ومهجورُ الفجاجِ فياح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015