ومن قبةٍ لا يدرك الطرف رأسها ... تزل بها ريح الصبا فتحدر
إذا زاحمت منها المخارم صوبت ... هوياً على بعد المدى وهي تجأر
تكلفتها والليل قد جاش بحره ... وقد جعلت أمواجه تتكسر
ومن تحت حضني أبيض ذو سفاسق ... وفي المف من عسالة الخط أسمر
هما صاحباي من لدن كنت يافعاً ... مقيلان من جد الفتى حين يعثر
فذا جدول في الغمد تسقى به المنى ... وذا غصن في الكف يجنى فيثمر فقال: والله لئن كان الغيث أبلغ، فلقد زدت زيادةً مليحة طريفة، واخترعت معاني لطيفة. هل غير هذا - فقلت: وقوله أيضاً:
وأظمأ فلا أبدي إلى الماء حاجةً ... وللشمس فوق اليعملات لعاب قال: بماذا - قلت: بقولي:
ولم أنس بالناووس أيامنا الألى ... بها أيننا محبوبها وحبابها
وفتية ضربٍ من زناتة ممطر ... بوبل المنايا طعنها وضرابها
وقفنا على جمر من الموت وقفةً ... صلي لظاه داب قومي ودابها
إذا الشمس رامت فيه أكل لحومنا ... جرى جشعاً فوق الجياد لعابها فصاح صيحةً منكرةً من صياح الجن كاد ينخب لها فؤادي فزعاً والله منه.