عهده. وشهد عنده أنعم جده، فبالزناد الذنونية - زعموا - وريت ناره، ومن التلاع المأمونية تدفق تياره، أيام كان اسم هذا الطاغية مخمولا. وصعبه ذلولا، بتغلب، أخويه شانجه وغرسية عليه، وأخذهما طرفي سلكه من يديه، فآواه المأمون ابن ذي النون ونصره، واستقل بسلطان طاغوته حتى أظهره، وعند الله جزاء موفور، وإليه منقلب ومصير، فلبى دعواه، وسمع شكواه، وأظهر الارتماض لما عزه وعراه. وأقبل معه إلى طليطلة يرد ماء بماء، ويسر حسوا في ارتغاء يورد وردا إليه صدره، ويجلب حلبا له أكثره، والمتوكل بها طليح جفان، طريح أكواب ودنان، مكبا على قمش ما نحته المحنة، وتجافت عن انتهابه الفتنة، من فرش فخم، وسرادق ضخمن وآنية وكتب، وصعد من آلة الملك وصبب، حتى اجتمع عنده من خبث زبرتها، وغثاء غمرتها، مع ما أذابوا له صدر مقدمه من شحم سنامها، وأفاضوا من برد وسلامها، جملة علمته الجلوس في الصدر، وأرته الفرق بين الخل [74] والخمر، وأهل طليطلة الممتحنون، في غمرتهم، في غمرتهم ساهون، وعلى أعقابهم ينكصون، يخوضون ويلعبون، ويخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين.