ذلك الصنيع المعدود على الأيام ذنبه، الباقي في صفحة الإسلام ندبه، وقد ذكرت أيضاً في القسم الثالث منه مهلك حفيده ببلنسية، وأوضحت صبحه، واستوفيت شرحه، وأجرد هاهنا القول في أخذ طليطلة من يديه، ودوران الدائرة السوء بها على المسلمين وعليه، وما تعلق بأذيال ذلك من غريبة، وانخرط في سلكه من أعجوبة.

كان يحيى حفيد ابن ذي النون ركين المجلس، ثري المغرس، حلو الحوار، لين التصرف بين الإيراد والإصدار، مليح شبا الخط [71] هذه كانت فضائله فقط. لم يكن له ولسلفه قبله باع في الطلب، ولاحظ في الأدب؛ وكان - زعموا - آية في قرب غوره، وسكون فوره، والحور بعد كوره، إمعة إمره، أجبن من قبره: إن حزم لم يعزم، وإن سدى لم يلحم، إلى ما كان يغرضه من غرض، ويلزمه أكثر مدته من مرض، من ذرب لازم - زعموا - كان لمعدته، واستحرار حاسم لمرته، وقد كان جده المأمون قسم الحضرة قسمين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015